أكاد لا اصدق أن عاما قد مضى على رحيل احمد زويل وقد ملأ الدنيا بريقا ونجاحا وأمجادا، لم يصدق المصريون حين تناقلت الأخبار رحيل احمد زويل في أمريكا بعد رحلة مع المرض لم تستغرق طويلا .. كانت حالته الصحية قد تحسنت بعد أن تلقى علاجا هو الأحدث في أمريكا لعلاج السرطان ..
ولكن سطوة المرض كانت الأقوى من جسد العالم وكانت إرادة الله فوق كل شىء .. كانت لدى احمد زويل أحلام كثيرة وهو يشيد مشروعه لإنشاء قاعدة علمية تدخل بمصر في المستقبل المذهل الذى تشهده ثورة العلم في الدول المتقدمة .. كان يبحث عن أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا العصر في المعدات والأبحاث والدراسات، وكان يشارك في أدق الأبحاث العلمية التى جعلته يحلم بجائزة نوبل للمرة الثانية وهو يراهن على استخدام أخر أبحاثه في علاج الأمراض الخبيثة ومنها المرض الذى أصابه .. رغم مرضه وبقائه في أمريكا للعلاج كان يتابع كل يوم ما يجرى في مدينة زويل التى جمع فيها نخبة من اكبر العلماء المصريين والأجانب حتى أن مجلس الأمناء الخاص بالجامعة كان يضم 8 أساتذة من الحاصلين على جائزة نوبل.. رغم المتاعب التى لقيها زويل وتعرض لها في صراعات ومعارك ما كان يستحقها إلا انه ظل صامدا أمام مواكب البيرقراطية المصرية وأوكار الفساد فيها .. لقد قرأت أخيرا أن مدينة زويل تتعرض لعواصف شديدة من الداخل والخارج وان عددا من الأساتذة قد رحلوا، وإنها لم تستقبل هذا العام الأعداد التى استقبلتها في سنوات ماضية ولا اعتقد أن الدولة يمكن أن تفرط في أحلام احمد زويل التى تمناها لمصر .. لقد مضى زويل إلى خالقه سبحانه وتعالى وينبغى أن تحرص الدولة على هذا الحلم الكبير وهذا المشروع العلمى الضخم لأنه لم يكن مشروعا خاصا لأحمد زويل ولكنه حلم لشعب يستحق أن يلحق بالعصر في كل المجالات .. في ذكرى رحيل عالمنا الكبير نشعر بأن هناك أشياء كثيرة يفتقدها المصريون بعد رحيل ابنهم البار وأهمها انه كان صاحب حلم كبير.
fgoweda@ahram.org.eg
فاروق جويدة - الاهرام fgoweda@ahram.org.eg